Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Sahara Occidental/ الصحراء الغربية /Western Sahara
8 septembre 2009

من تاريخ المغرب والصحراء الغربية

تسوق جبهة البوليساريو وحلفاؤها باستمرار ''عدم وجود مغرب كدولة قائمة'' كمبرر لفصل الصحراء الغربية عنه. في 22 يوليوز 2002 كتبت السيدة ''مارتان دي فروبيرفيل'' ـ رئيسة لجنة  الصحراء الغربية في فرنسا قائلة:''جميع أصحاب النزعات الإفريقانية والسياسيين يعرفون جيدا أن المغرب لم يكن موجودا كدولة حديثة قبل الاستعمار''.

والحال أنه حتى لو كانت طبيعة الدولة المغربية ونفوذها ومجال السلطة الحقيقي للسلاطين محل دراسات، فإن الواقع يخالف تماما هذا التأكيد الحاسم: لقد وجد المغرب كدولة تحت مختلف الأشكال وسلالات الحكم منذ العصور الوسطى، والسلالة العلوية التي ينتمي إليها الملك محمد السادس تحكم المغرب منذ القرن السابع عشر، وإسم المغرب''ظهر فيما يبدو تحت حكم السعديين الذين حكموا المغرب ما بين 1554 و,1659 ويحتمل أن يكون نتاج توليفة من إسم مدينة مراكش التي ظلت في غالب الأحيان هي العاصمة المختارة للسلاطين، وقبل ذلك كان يشار إلى المغرب باسم المغرب الأقصى''.

وقد كتب الجنرال ليوطي أول مقيم عام فرنسي في الرباط قائلا:''لقد وجدنا أنفسنا في المغرب أمام إمبراطورية عريقة تاريخيا ومستقلة، متمسكة إلى أقصى حد باستقلالها وشرسة في مواجهة أي محاولة لإخضاعها، وهي تظهر حتى هذه السنوات الأخيرة كدولة قائمة الذات بترتيبها الإداري الوظيفي وممثليها في الخارج...''.

ويشاطر الخبير البريطاني الراحل ألبير حوراني المتخصص في العالم العربي والذي قضى سنوات طويلة من عمره أستاذا في جامعة أوكسفورد هذا الرأي المألوف، ففي فصل من كتابه''تاريخ الشعوب العربية'' المكرس للإمبراطورية العثمانية كتب يقول:''في أقصى غرب المغرب العربي وفيما وراء حدود الإمبراطورية تقع دولة من نوع مختلف تماما توجد منذ زمن طويل: إنها إمبراطورية المغرب''

ويسجل حوراني أن هذه الإمبراطورية تتوفر على جميع مقومات الدولة الحديثة: المحاكم والوزارات والجيش، حتى وإن كانت قد عرفت فترات من الفوضى وسوء التنظيم.

الخاصية الأخرى التي تعتبر إحدى مقومات الدول والتي كان المغرب يتوفرعليها كما لاحظ ذلك الجنرال ليوطي هي البعثات الديبلوماسية. ولن نأخذ سوى مثالا واحدا. فقد اعترف سلطان المغرب باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية عام 1777 ونشأت علاقات ديبلوماسية رسمية بين البلدين منذ العام 1787 عندما تم نقاش حول توقيع معاهدة السلم والصداقة'' لقد بقيت هذه المعاهدة التي نوقشت عام 1836 جارية وهي تشكل أقدم معاهدة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في العلاقات الدولية، وكدليل على طبيعة العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة والمغرب احتضنت مدينة طنجة أقدم ممثلية ديبلوماسية أمريكية في العالم، والبناية الوحيدة الموجودة في أرض أجنبية والمسجلة في السجل الوطني الأمريكي الخاص بالأماكن التاريخية هي المفوضية الأمريكية في طنجة''.

ولكن إذا كانت قد وجدت بالفعل دولة تحت مسمى المغرب، فهل كانت تشمل المنطقة المعروفة اليوم بالصحراء الغربية؟، لقد رأينا اعتراف محكمة لاهاي الدولية عام 1974 بوجود روابط البيعة بين زعماء القبائل الصحراوية وسلاطين المغرب، وكتب برنارد لوغان ـ أستاذ التاريخ المعاصر لإفريقيا ومؤلف لكتاب عن المغرب يعتبر حجة في هذا المجال ـ قبل ثمانية عشر شهرا يقول:''خلال 1200 سنة من التاريخ كان النفوذ المغربي يسير في ثلاث اتجاهات: (...) وفي اتجاه الجنوب نحو غرب إفريقيا أو بلاد السودان، وكانت سيادة المغرب هناك حقيقية عندما كانت الدولة قوية، وقد كانت هذه القوة تتجلى في الرفع التدريجي للضرائب وتعيين مسؤولين إداريين(قواد وباشوات وولاة)، ثم اقتصر ذلك النفوذ على الجانب الديني والاقتصادي والثقافي عندما بدأ السلاطين يضعفون، وفي كل تلك المراحل لم يحدث في أي مرة أن كفت المناطق التي تتشكل منها الصحراء الغربية عن أن تكون جزءا من مغربية المنطقة''(لوغار: تاريخ المغرب من الجذور إلى اليوم. باريس 2000).

نفس الكاتب يلاحظ أيضا بأن''آخر برهان وليس الأخير في النظام الدستوري المغربي أن صلاة الجمعة كانت تقام باسم سلطان مغرب''.

Publicité
Publicité
Commentaires
Sahara Occidental/ الصحراء الغربية /Western Sahara
Publicité
Publicité