المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين يزور مخيمات تندوف والمغرب لاول مرة منذ 33 سنة

القدس العربي- حسين مجدوبي

10/09/2009
مدريد ـ 'القدس العربي': بدأت الأمم المتحدة تولي اهتماما للجانب الإنساني في نزاع الصحراء الغربية بعدما فشلت في المساعي السياسية. في هذا الصدد يقوم الممثل الأعلى لوكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أنتونيو غوتييريس، بزيارة الى مخيمات تندوف والمغرب كمبادرة للرهان على العامل الإنساني لتلطيف الأجواء.
فبعد شهر على المفاوضات غير الرسمية التي جرت في النمسا ولم تسفر عن أي نتيجة بسبب تمسك المغرب بخطة الحكم الذاتي للصحراء الغربية وإصرار البوليزاريو على استفتاء تقرير المصير، تنتقل الأمم المتحدة الآن الى المجال الإنساني كإجراء لتعزيز الثقة بين الطرفين.
ضمن هذا السياق تأتي زيارة أنتونيو غوتييريس الى المنطقة، وخاصة مخيمات تندوف في الجنوب الغربي للجزائر، لتقييم الوضع المعيشي والإنساني.
وهذه أول زيارة من نوعها يقوم بها الممثل الأعلى لوكالة غوث اللاجئين خلال الـ 33 سنة الأخيرة، حيث كانت آخر زيارة هي التي قام بها صدر الدين آغا خان سنة 1976، أي في السنة الثانية من عمر نزاع الصحراء الغربية.
وتتجلى مهمة غوتييريس الذي كان رئيسا للحكومة البرتغالية عن الحزب الاشتراكي في تقييم الوضع المعيشي للاجئين الذين يقارب عددهم المئتي ألف ودراسة سبل جمع العائلات الصحراوية التي فرقتها الحرب والنزاع، حيث يوجد طرف في مخيمات تندوف وطرف آخر في مدن الصحراء الغربية.
وأدلى بتصريحات لوسائل الاعلام أول أمس الثلاثاء وأمس الأربعاء في الجزائر نقلتها وكالة إيفي الإسبانية قائلا 'مند تولي مسؤولية وكالة غوث اللاجئين أقوم ولأسباب دينية بزيارة إنسانية للمخيمات، وهذه السنة اخترت مخيمات تندوف وبالضبط شهر رمضان'.
وأوضح أن الهدف من زيارته هو 'إثارة انتباه المنتظم الدولي حول مأساة الصحراويين وأعرب لهم عن تضامني بمناسبة شهر رمضان'.
ومن المنتظر أن يكون غوتييريس قد أجرى مباحثات مع المسؤولين في جبهة البوليزاريو وبالأخص زعيمها محمد بن عبد العزيز.
وسيشرف غوتييريس على تدشين محكمة لفض النزاعات في المخيمات أشرفت الأمم المتحدة على إعدادها. وفي الوقت ذاته، التزم بالاهتمام بأوضاع اللاجئين.
وبعد زيارته الى تندوف سينتقل غوتييريس الى الرباط للقاء مجموعة من المسؤولين ومن ضمنهم وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري ثم سينتقل الى العيون عاصمة الصحراء الغربية لتقييم الأوضاع الإنسانية في هذه المنطقة المتنازع حولها.
يذكر أن المغرب يطالب المجتمع الدولي بالإشراف على المساعدات الدولية التي ترسل الى مخيمات تندوف، حيث يتهم البوليزاريو باختلاسها وإعادة بيعها في الخارج، كما يتهم هذه الحركة بتضخيم أعداد اللاجئين للحصول على مساعدات مرتفعة.
وتبقى العملية المشتركة بين المغرب والبوليزاريو التي ترغب الأمم المتحدة في تعزيزها هي تنظيم تبادل الزيارات للعائلات التي فرقتها الحرب في الصحراء الغربية، حيث أن هناك آلاف العائلات التي لم يلتق أفرادها منذ مدة طويلة مثل زعيم البوليزاريو عبد العزيز الذي لم يلتق والده الذي يعيش في منطقة مراكش المغربية.
وتتم في الوقت الراهن زيارات ولكنها تجري جوا، وهي لا تستوعب جميع الطلبات، وعليه تفكر الأمم المتحدة في تنظيم زيارات عبر البر لكنها ما زالت تدرس كيفية إجرائها ما بين المخيمات ومدن الصحراء عبر الجدار العازل.